كتب : محمود ابوالفتوح
فى الحادى عشر من فبراير عام 2011 تنحى المخلوع بأمر الشعب محمد حسنى مبارك بعد حكم دام طيلة 30 عام ،30عام فساد و استبداد وقمع وانتهاك لحقوق الانسان وازدراء للدستور والقانون وسرقة ونهب ثروات البلد وعبث بتراب الوطن،رحل مبارك عقب ثورة شهد لها العالم اجمع العدو قبل الصديق بالسلمية والنبالة والطهارة،ولكن لم يسقط نظام مبارك بعد ومازال يحكم حتى هذه اللحظة.
خرج الملايين من المصريين الى الميادين فى ثورة يناير المجيدة مطالبين بعيش حرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية،ابى مبارك التنفيذ واراد محاربة الشعب فرحل،ولكن الثورة قد واجهت اقذر حرب ضمائر فى التاريخ ولازالت تواجه حتى هذه اللحظة وترفض الموت والاجهاض ومازالت ترفع راية الصمود،ترفع راية الصمود خلف القضبان وخلف منشورات التواصل الاجتماعى لان الميادين قد سلسلت بأمر الدولة المباركية،ترفع راية الصمود فى شوارع مصر الضيقة خوفاً من رصاص الدولة المباركية الفاشية،ترفع راية الصمود فى اقلام الصحف الحرة وصفحات فنانين الكاريكتير خوفاً من سجان الدولة المباركية الاعمى،ترفع راية الصمود بصمت فى قاعات المحاكمات امام قضاة الدولة المباركية الجائرة والظالمة، ترفع راية الصمود امام بعض النقابات خوفاً من قوانين جينرال الدولة المباركية المستبدة.
لازالت الثورة تقاوم وتقاوم وتدفع ثمن كل يوم وهى تتنفس الامل وتتبسم بالصبر وتثق فى الانتصار وابنائها يحملون الحلم ويطوفون به حتى يطمئن ويعدونه دوماً بأنه سيعيش حتى وإن توقفت حياته على حياتهم،والجينرال مازال يعتقد انه سينتصر على جيل انتصر على الرصاص بالعقل،سجن وانتهك وقتل ونكل بهم جميعاً بمختلف انتمائاتهم ولازالوا يصرون على الانتصار.
سجن من ارتدى تيشرت فى طفولته يحمل شعار (وطن بلا تعذيب) وقتل من حملت الورد فى شبابها لتهديه لشهداء فارقوا الحياة وتركوا حلم التغيير على قيد الحياة وانتهك حق من تمسك بمهنيته واصر على توثيق الاحداث وعرض الحقائق للرأى العام ووضعه خلف القضبان ونكل بمن اراد كسر شوكته بممارسة حقوقه فى المواطنه كمواطن مصرى له الحق فى ممارسة اى نشاط يكفله الدستور وينظمه القانون.
كل هذا تعرض له جيل 25 يناير ومازال يقاوم وينتفض من حين الى اخر وهو يثق ان الثورة حق ولابد ان يتمسك به وحلم لابد ان يكتمل،فتحيةً لهذا الجيل الذى عانى الكثير فى طفولته ومازال يعانى الاكثر فى شبابه ولم يتنازل عن حقه ولم يُرهبه سلطان ولم يكسره حاكم،بل هو الذى اعطى دروساً للسلاطين وكسر حُكام،فتحية لشهداء ثورة يناير المجيدة الذين يتعرضون لانتهاك اعراضهم وهم فى باطن الارض،وتحية لكل اسرة شهيد تتعرض للاغتيال النفسى والمعنوى من اجهزة الدولة المباركية التى لم تسقط بعد،وتحية لكل مصابى ثورة يناير المجيدة الذين تحولوا فى لمح البصر من ابطال وورد فتح جناين مصر الى معتقلين ومطاردين ومهاجرين ومحُبطين،تحية لهذا الجيل الذى اعطى لمصر اغلى ما يملك ما بين حياته وحريته واعضاء من جسده قد فقدها فى سبيل حلم التغيير،تحية لكم يا ابناء وطنى فأنتم فخر للامم وعزةً للعلم ودرعاً للوطن.